فصل: (سورة مريم: الآيات 77- 80).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

(جثيّا) جمع جاث، اسم فاعل من جثا يجثو على وزن فاعل، وقد حذفت ياؤه المنقلبة عن واو- لانكسار ما قبلها- حذفت لالتقائها ساكنة مع سكون التنوين.. وجثيّ فيه إعلال بالقلب أصله جثوي- بعد الإعلال السابق- على وزن قعود، اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية ثمّ كسرت الثاء لمناسبة الياء.. ثمّ كسرت الجيم للمجاورة.
(صليّا)، مصدر قياسيّ من فعل صلي يصلى باب فرح وزنه فعول وأصله صلوي، اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى، ثمّ كسرت اللام لمناسبة الياء، وكسرت الصاد للمجاورة.

.البلاغة:

- فن القسم:
في قوله تعالى: {فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ}.
وهذا الفن هو: أن يريد المتكلم الحلف على شي ء، فيحلف بما يكون فيه فخر له، وتعظيم لشأنه، أو تنويه لقدره أو ما يكون ذما لغيره، أو جاريا مجرى الغزل والترقق، أو خارجا مخرج الموعظة والزهد.
وفي هذا القسم أمران: أحدهما، التأكيد للخبر، والثاني: أن في إقسام اللّه تعالى باسمه- تقدست أسماؤه- مضافا إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم تفخيما لشأن رسول اللّه ورفعا منه، كما رفع من شأن السماء والأرض في قوله تعالى: {فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ}.

.الفوائد:

- اختلاف النحاة حول {أيّهم}:
سئل الكسائي لم لا يجوز أن نقول: (أيهم قام). فقال: (أي كذا خلقت) أي هكذا وضعت وما قاله أبو البقاء بشأن (أيّهم) قال: يقرأ أيّهم بالنصب، ويقرأ بالضم، وفيه قولان:
أ- أنها ضمة بناء: وهو مذهب سيبويه، وأنها بنيت لأنها بمعنى الذي بـ- القول الثاني، أنها ضمة إعراب: وفي هذا القول خمسة أوجه.
1- أنها مبتدأ، وأشد خبره.
2- الثاني: كونه مبتدأ وخبرا واستفهاما.
3- أيّ استفهامية ومن زائدة.
4- أن {أيّهم} مرفوع بشيعة.
5- أن {ننزع} علقت عن العمل، لأن معنى الكلام معنى الشرط، والشرط لا يعمل فيما قبله. والتقدير: تشيعوا أم لم يتشيعوا. وهذا أبعد الخمسة عن الصواب..!

. [سورة مريم: الآيات 71- 72].

{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا (72)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة- أو عاطفة- إن حرف نفي (منكم) متعلّق بخبر مقدّم، (إلّا) أداة حصر، (واردها) مبتدأ مؤخّر مرفوع، واسم (كان) ضمير مستتر تقديره هو أي الورود المفهوم من سياق الكلام (على ربّك) متعلّق ب (مقتضيّا) وهو نعت لخبر كان (حتما)، منصوب.
جملة: {إن منكم إلّا واردها} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كان} {حتما} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة.
72- (فيها) متعلّق ب (جثيّا) وهو مفعول به ثان.
وجملة: {ننجّي} لا محلّ لها معطوفة على جملة {إن منكم}.
وجملة: {اتّقوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {نذر} لا محلّ لها معطوفة على جملة {ننجّي}.

.الصرف:

(حتما)، مصدر سماعيّ لفعل حتم الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون.

.البلاغة:

- الالتفات:
في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها}.
يحتمل أن يكون استئنافا لخطاب الناس، ويحتمل أن يكون التفاتا.
احتمال الالتفات مفرع على إرادة العموم من الأول، فيكون المخاطبون أولا هم المخاطبين ثانيا، إلا أن الخطاب الأول بلفظ الغيبة، والثاني بلفظ الحضور، وأما إذا بنينا على أن الأول إنما أريد منه خصوص على التقديرين جميعا، فالثاني ليس التفاتا، وإنما عدول إلى خطاب خاص لقوم معينين.

.الفوائد:

أي: تأتي هنا اسم استفهام يطلب بها تعيين الشي ء مثل قوله تعالى: {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا}.

. [سورة مريم: آية 73].

{وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (تتلى)، (بيّنات) حال منصوبة وعلامة النصب الكسرة (للذين) متعلّق ب (قال)، أي اسم استفهام مبتدأ مرفوع خبره (خير) مرفوع، (مقاما) تمييز منصوب (أحسن) معطوف على خير مرفوع (نديّا) تمييز منصوب.
جملة: {تتلى} {آياتنا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قال الذين} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: {أيّ الفريقين} في محلّ نصب مقول القول.

.الصرف:

(نديّا)، اسم بمعنى النادي، وزنه فعيل، وفيه إعلال بالقلب أصله نديو فلامه واو من (ندوتهم، أندوهم) أي أتيت ناديهم.. اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى.

. [سورة مريم: آية 74].

{وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثًا وَرِءْيًا (74)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة (كم) خبريّة كناية عن كثير مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (أهلكنا)، (من قرن) تمييز كم (هم) ضمير منفصل مبتدأ خبره أحسن (أثاثا) تمييز منصوب.
جملة: {أهلكنا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هم أحسن أثاثا} في محلّ جرّ نعت لقرن.

.الصرف:

(رئيّا)، صفة مشبّهة من رأى وزنه فعل بكسر فسكون بمعنى المرئيّ كذبح بمعنى المذبوح.

.الفوائد:

- من الداخلة على التمييز.
ثمة خلاف حول من هذه، فبعضهم جعلها للتبعيض، ولذلك لم تدخل على ما لا يجزّأ. وبعضهم قال: إنها زائدة، وهذا رأي سيبويه، ولهذا عطف (منتقبا) بالنصب على محل التمييز وليس على لفظه.
وقال ابن هشام والزمخشري بأنها لبيان الجنس، فلا يمكن أن تكون زائدة، لأنها لا تزاد في غير الإيجاب. فتأمل واختر هديت إلى الصواب.

. [سورة مريم: آية 75].

{قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)}.

.الإعراب:

من اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في الضلالة) خبر كان الفاء رابطة لجواب الشرط اللام لام الأمر (له) متعلّق ب (يمدد)، (مدّا) مفعول مطلق منصوب (حتّى) حرف ابتداء ما اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يوعدون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. و الواو نائب الفاعل (إمّا) حرف تقسيم وتجزئة (العذاب) بدل من ما منصوب، ومثله (إمّا الساعة) ومعطوف عليه الفاء رابطة لجواب الشرط من اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، (مكانا) تمييز منصوب (أضعف) معطوف على شرّ مرفوع (جندا) تمييز منصوب.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {من كان} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {كان} {فليمدد} في محلّ رفع خبر المبتدأ من .
وجملة: {يمدد له الرحمن} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {رأوا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {يوعدون} لا محلّ لها صلة الموصول ما .
وجملة: {سيعلمون} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: {هو شرّ} لا محلّ لها صلة الموصول من .

.الصرف:

(مدّا)، مصدر سماعيّ لفعل مدّ الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون.
(أضعف)، اسم تفضيل من ضعف الثلاثي وزنه أفعل.
(جندا) اسم جمع جنسيّ بمعنى العسكر واحده جنديّ، وجمعه أجناد وجنود، ووزن جند فعل بضمّ فسكون.

.البلاغة:

- اللف والنشر المرتب:
في قوله تعالى: {شَرٌّ مَكانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا}.
حيث رجع الأول إلى {خَيْرٌ مَقامًا}، والثاني إلى {وَأَحْسَنُ نَدِيًّا}.

. [سورة مريم: آية 76].

{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة (اهتدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و الواو فاعل (هدى) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (خير)، (ثوابا) تمييز منصوب وكذلك (مردّا).
جملة: {يزيد اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اهتدوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {الباقيات} {خير} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.الصرف:

(مردّا)، مصدر ميميّ من ردّ الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين.

.الفوائد:

- ضرب من التفضيل:
{الْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا} ما من مؤمن إلا ويعلم أن الباقيات الصالحات كلها خير، فما هو فحوى التفضيل في هذه الآية؟
الجواب أن هذا الضرب من التفضيل يشبه قولنا: الصيف أشد حرا من الشتاء، فليست المفاضلة هنا بين حر الصيف وحر الشتاء، وإنما المفاضلة ما بين شدة الحر وشدة البرد، فتبصّر، ففي الأمر معنى لطيف للغاية.
وثمة رأي آخر في مضمون هذه الآية، ومفاده أن التفضيل ورد على طريقة المشاكلة التي كثيرا ما ترد في آي القرآن، والتي قد تعرضنا لها في غير موضع من هذا الكتاب.

. [سورة مريم: الآيات 77- 80].

{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْدًا (78) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْدًا (80)}.

.الإعراب:

(الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ الفاء استئنافيّة (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بآياتنا) متعلّق ب (كفر)، اللام لام القسم لقسم مقدّر (أوتينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، مبنيّ للمجهول و النون نون التوكيد، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (مالا) مفعول به منصوب.
جملة: {رأيت} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفر} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: {قال} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {أوتينّ} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم وجوابها في محلّ نصب مقول القول.
78- (الهمزة) للاستفهام (أم) حرف عطف معادل لهمزة الاستفهام (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (عهدا) مفعول به أوّل منصوب.
وجملة: {اطّلع} في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل (رأيت) بمعنى أخبرت.
وجملة: {اتّخذ} في محلّ نصب معطوفة على جملة {اطّلع}.
79- (كلّا) حرف ردع وزجر ما اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به الواو عاطفة (له) متعلّق ب (نمدّ)، (من العذاب) متعلّق ب (نمدّ)، (مدّا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: {سنكتب} لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
وجملة: {يقول} لا محلّ لها صلة الموصول ما .
وجملة: {نمدّ} لا محلّ لها معطوفة على جملة نكتب.
80- الواو عاطفة ما اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل اشتمال من الضمير في (نرثه)، أي نرث ما عنده من المال والولد، الواو عاطفة (فردا) حال منصوبة أي منفردا.
وجملة: {نرثه} لا محلّ لها معطوفة على جملة نكتب.
وجملة: {يقول} لا محلّ لها صلة الموصول ما .
وجملة: {يأتينا} لا محلّ لها معطوفة على جملة نكتب.

.الصرف:

(فردا)، اسم جامد بمعنى واحد، وزنه فعل بفتح فسكون.

.البلاغة:

- المجاز العقلي:
في قوله تعالى: {سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ}.
أي نأمر الملائكة بالكتابة، فهو من إسناد الشي ء إلى سببه.